طرابلس برّا وبحرا، وتحاربوا يوم الثلاثاء مستهلّ المحرّم سنة تسعين وثلاثمائة، فقتل وجرح من أصحابه جماعة كثيرة،
[فشل باسيل أمام طرابلس ورحيله إلى أنطاكية]
ثم رحل عنهم يوم السبت لخمس ليال خلت من المحرّم من السنة متوجّها إلى أنطاكية على طريق اللاذقية.
وكان مدّة مقام الملك في أرض الإسلام منذ حصوله على الجسر الجديد ورحيله عن طرابلس شهرين [غير يوم واحد] [1].
[باسيل يولّي نقفور الماجسطرس على أنطاكية]
وولّي أنطاكية نقفور الماجسطرس، وهو (القنطس) [2] الذي كان رسل
= (ج 1/ 430 رقم 384) حيث كتب الصوري إلى ابن الشيخ «وقد أخذ الشلندي عن طرابلس: لمعت سيوف بني حميد بعد ما صدئت وطال بهنّ عهد الروم. . لمّا رأيت البلغريّ لموجه موج القضاء المبرم المحتوم يغزو الشآم وليس يعلم أنّ في غزو الشآم عليه غزو الشّوم» وقد أخطأ المحقّقان الفاضلان لديوان الصوري حيث قالا في الملحوظة (ب) -بحاشية الصفحة 430: «الشلندي: الظاهر أنه الشخص البلغاري الوارد ذكره في البيت الرابع وما بعده». وأقول: إنّ الشلندي هو المركب الحربيّ، وقد سبق التعريف به، أما «البلغري» فهو الإمبراطور «باسيل الثاني» كما هو واضح في كتابنا هذا. (أنظر دراستنا عن ديوان الصوري- 175) وديوان الصوري ج 2/ 37 رقم 438 حيث يؤكّد هزيمة بسّيل ملك الروم عقيب قتل الدوقس. [1] زيادة من (س). وحول هزيمة باسيل عند طرابلس أنشد عبد المحسن الصوري يقول من أبيات: وما بال «باسيل» تولّى مشمّرا أحين بدت من كلّ جيش ضراغمه فألاّ أتاها وقفة «دوقسيّة» يروح بها أعلاجه وغنائمه (ديوان الصوري 2/ 38). كما أنشد «التّهامي» يمدح «ابن حيدرة» صاحب طرابلس ويذكر حربه للروم، فقال من قصيدة: أنّى تروم الروم حربك بعدما صليت بحربك محربا ملحاحا لم يرم قطّ بك الإمام مراده إلاّ جلوت عن الفلاح فلاحا ولقد غدوت أبا الحسين لجيشه للقلب قلبا والجناح جناحا (ديوان أبي الحسن التهامي-الطبعة الثانية-14). وعلى هزيمة الإمبراطور باسيل، ومن قبله الإمبراطور ابن الشمشقيق (زيمسكس)، أمام أسوار طرابلس، وفشلهما في الاستيلاء عليها، يعلّق المؤرّخ الفرنسي «رينيه غروسّيه» فيقول متهكّما: = [2] ساقطة من البريطانية، وفي نسخة بترو «الفتعلس».